الحظيره..
فِي اَلْمَزْرَعَةِ خَيْر وَفِيرٍ ، خُيِّلَ وَبَقَرَةُ وَسَاقِيَةُ مَاءٍ - وَبَعْضَ اَلْإِبِلِ وَمَاعِزٍ وَحِمَارٍ وَحِيدٍ . . وَلَا شَيْءَ أَكْثَرَ مِنْ اَلْخِرَافِ ، فَهْمًا فِي اَلْعَدِّ . . اَلْعَدَدُ اَلْوَفِيرُ . . وَذَاتَ صَبَاح صَاحَ اَلْحِمَارُ ، وَقَالَ لِمَتَى نَظَلَّ هَكَذَا دُونَمَا تَطْوِيرٍ . . فَحَظِيرَتُنَا تِلْكَ تَسْتَحِقُّ مِنَّا اَلْكَثِيرَ . . . فَقَالَ اَلْحِصَانُ : اُسْكُتْ يَا حِمَارٌ . . كَفَّاكَ نَهِيق . . تَجَاهُلُ اَلْحِمَارِ كَلَامَ اَلْحِصَانِ وَوَجَّهَ كَلَامُهُ مُخَاطِبًا اَلْقَطِيعَ بَهَائِمِي اَلْمَسَاكِينَ . . ظَلْمُتُوا كَثِيرًا وَجَاءَ اَلْيَوْمِ لِنَجْعَلَ مِنْ مَزْرَعَتِنَا جَنَّةً . . وَلِأَنَّ اَلْخِرَافَ هُمْ اَلْأَغْلَبِيَّةُ ، وَلِأَنَّ اَلْحِمَارَ حَقِيقِيٌّ عَنِيدٌ . . صَارَ اَلْحِمَارُ رَئِيسَ اَلْحَظِيرَةِ . . وَأَوَّلَ أَفْكَارهَ فِكْرَةً خَطِيرَةً مَاذَا لَوْ بِعْنَا اَلْحِصَانُ وَطَوْرُنَا بِثَمَنِهِ جُزْءً كَبِيرٍ مِنْ اَلْحَظِيرَةِ . . ! وَرَاحَ يُنَادِي بَيْنَ اَلْحُقُولِ حِصَان عَرَبِيٍّ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ، فَتَعَجُّبُ اَلْمَاعِزِ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا ضِعَاف . . وَفَطِنُوا بِأَنَّ مَصِيرَ اَلْحِصَانِ . . مَصِيرٌ مُحَتَّمٌ لِكُلٍّ مِنْ تَكَلَّمَ بِسُوءٍ فِي حَقِّ اَلْحِمَارِ . . وَصَرَخَ اَلْحِصَانُ صُرَاخ أَخِيرٍ . . وَقَالَ اَسْتَفِيقُوا تِلْكَ اَلْبِدَايَةِ . . وَلَكِنَّ اَلْخِرَافَ أَلْقَوْا بِاللَّوْمِ عَلَى اَلْحِصَانِ ، وَقَالُوا غَبِي يُرِيدُ اَلْخَرَابُ وَأَمَّا نَحْنُ فَسُمِعَ وَطَاعَةٌ وَلَوْ أَرَادَ اَلْحِمَارُ أَتَيْنَاهُ سَاجِدِينَ . . وَجَاءَتْ بَهِيمَةٌ تُجْرَ كِرْشَهَا وَالْعِقَالُ عَلَى رَأْسِهَا ، وَقَالَتْ : أَنَا أَشْتَرِي اَلْحِصَانُ وَتَمَّتْ اَلْبَيْعَةُ وَسَحَبَتْهُ إِلَى حَقْلِهَا ، فَمَنْ ذَا اَلْغَبِيِّ اَلَّذِي يُفَرِّطُ فِي عَرْضِ كَعُرُوضِ اَلْحَمِيرِ ! وَقَالَ اَلْحُكَمَاءُ بِثَمَنِ اَلْحِصَانِ أُصْلِحَ لَنَا اَلسَّاقِيَةُ ، وَلَانَ اَلْحِمَارُ لَا يَأْخُذُ بِالْمَشُورَةِ ، ذَهَبَ وَاشْتَرَى أَحْبَالٌ كَثِيرَةٌ ، وَكَبْلَ بِهَا جَمِيعَ اَلْقَطِيعِ ، وَلَكِنْ لَا بَأْس بِبَعْضٍ مِنْ اَلْبِرْسِيمِ اَلزَّائِدِ يَقْطَعُ وَيَلْقَى إِلَى اَلْأَغْنَامِ ، فَتِلْكَ هِيَ اَلصُّحْبَةُ اَلْوَفِيَّةُ ، وَحِينُ أَكَلَتْ اَلْأَغْنَامُ وَمُلِئَتْ بُطُونُهَا . . صَارَتْ تَمْدَحُ اَلْحِمَارَ فِي كُلِّ مَجْلِسِ بَيْنَ اَلْبَهَائِمِ وَتَقُولُ بِأَنَّ اَلْخَيْرَ آتٍ عَلَى يَدَيْهِ وَخَيْرِهِ وَفِيرٍ . . . فَهُوَ اَلْحَكِيمُ وَفَلْتَةَ اَلْبَهَائِمَ ، صَاحِبُ اَلْبَصِيرَةِ وَالْفِطْنَةِ وَالنَّبَاهَةِ . . وَمَرَّ عَامُ وَالْوَضْعِ سَاءَ وَجَفَّتْ مِيَاهُ اَلْحَقْلِ بَعْدَ إِهْمَالِ اَلسَّاقِيَةِ . . . فَقَالُوا لَابُد مِنْ أَنَّ هُنَاكَ تَخْطِيطُ رَشِيدْ وَقَرَارٍ حَكِيمٍ سَيُنْقِذُ أَمْرُنَا . . . فَقَالَ اَلْحِمَارُ سَنَبِيعُ اَلسَّاقِيَةَ فَهِيَ تَالِفَةٌ لَا تَاتْ بِمَاءِ وَبِمَالِهَا سَنَشْتَرِي مَاءَ مَحْمَلِ مِنْ جِيرَانِنَا ، وَبَاعَ اَلسَّاقِيَةَ كَمَا بَاعَ اَلْحِصَانُ . . فَلَا شَيْءً جَدِيدٍ - بِضَاعَةُ نَفِيسِهِ وَثَمَنٍ بَخْسٍ . . ! وَرَاحَ يَشْتَرِي اَلْمَاءُ بِثَمَنِ اَلسَّاقِيَةِ - وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكْفِيَ سِوَى لِمَشْرَبِهِمْ فَقَطْ ، فَلِمَ يَعُدْ زَرْعٌ وَلَا مَحَاصِيل . . فَصَرَخَ اَلْحِمَارُ اَاَاَايَامَعَشَرْ اَلْبَهَائِمُ اَلْعَيْبَ فِيكُمْ فَعَدَدُكُمْ عِبْء وَعِبْءٍ كَبِيرٍ . . وَلَمْ يَمُرْ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى نَفَّذَتْ نُقُودَهُ وَصَارَ اَلْمَاءُ شَيْءَ لَابُدٍّ مِنْهُ ، فَرَاحَ وَاشْتَرَى بِالدِّينِ وَالرِّبَا مَاءً لِعَامٍ يَكْفِي اَلْقَطِيعُ مَشْرَب وَمَأْكَل فَقَطْ . . وَلَانَ اَلْمَأْكَلُ صَارَ قَلِيلٌ جَفَّ اَلْحَلِيبُ فِي اَلْبَقَرَةِ اَلْحَلُوبُ . . وَبَعْضَ اَلْمَاعِزِ صَارَتْ تَأَنٍّ فَكُلَّ يَوْمٍ تَحْلِبُ وَتَحْلِبُ وَلَا شَيْءً يُعَوِّضُ ذَاكَ اَلْحَلِيبِ . . وَحِينُ اِشْتَدَّ اَلْجُوعُ وَقَالُوا أَنْقَذْنَا . . . قَالَ لَا بَأْسَ عِنْدِي اَلْحَلُّ ، بَقَرَةٌ لِلْبَيْعِ وَبَاعَ اَلْبَقَرَةَ فِي مَرَضِهَا بِثَمَنٍ بَخْسٍ كَعَادَتِهِ وَاشْتَرَى اَلْحُبُوبَ بِثَمَنٍ غَالٍ لِيَمْنَحَ بَعْضُ مِنْهُ لَهُمْ وَقَالَتْ خِرَافُ اُنْظُرُوا لِكَرَمِهِ يَمْنَحُ حُبُوب بِلَا ثَمَنٍ فَلَا أَطْيَبَ مِنْهُ وَلَا أَكْرَمَ مِنْ هَذَا اَلْمِسْكِينِ ، اَلْكُلَّ يَلُومُهُ وَهُوَ يُفَكِّرُ فِي اَلْجَمِيعِ . . . فَصَعِدَ وَقَالَ أُرِيدُ غَابَ وَقَشٍّ وَسَقْفٍ حَتَّى نُجْمِلَ اَلْحَظِيرَةُ وَحَتْمًا كُلُّ هَذَا سَيَجْعَلُ اَلْحَظِيرَةَ أَرْوَعَ مَكَانًا . . . فَقَالَتْ اَلْإِبِلُ وَهِيَ اَلصَّابِرَةُ . . . أَيُّهَا اَلْأَبْلَهِ يَالِيتَكْ أَصْلَحَتْ اَلسَّاقِيَةُ وَزَرَعَتْ أَرْضُنَا فَمَا كَانَتْ اَلْبَقَرَةُ لِتَمْرَض ، وَصِرْنَا فِي نَعِيمٍ نَبِيعُ اَلْحَلِيبُ وَنَشْتَرِي سَاقَيْهِ جَدِيدَةً وَبَعْضَ اَلسَّمَادِ وَالْحُبُوبِ ، فَنَصْنَعُ أَكْثَرَ وَنُنْتِجُ أَكْثَر ، وَلَكِنَّ اَلْحَظِيرَةَ هَلَكَتْ بِالدُّيُونِ ، وَلَانَ اَلْحِبَالْ طَالَتْ رِقَابَهُمْ ، فَالْكُلُّ صَامِت وَيَدْرِي بِأَنَّ اَلْوَضْعَ خَطِيرٌ ، وَأَنَّ اَلْحَظِيرَةَ إِلَى هَلَاكٍ _ وَحِينَ اِشْتَدَّ اَلْجُوعُ أَكْثَرَ وَأَكْثَرِ لَمٍّ يُعَالِجُ اَلْأَمْرُ إِلَّا بِشَدِّ اَللِّجَامِ عَلَى رِقَابِهِمْ . . يَوْمًا مَا سَيَثُورُ اَلْقَطِيعُ وَيَنْهَشُ لَحْمُهُ وَسَيُصْبِحُ عِبْرَةً لِبَاقِي اَلْحَمِيرِ . .
إِسْلَامُ سَامِي 28 يَنَايِر 2023
بِضْع شَعَرَات..
فِي صَبَاحِ الْيَوْم بَيْنَمَا كُنْت أُمَشِّط شِعْرِي لمحت عَيْنَاي بِضْع شَعَرَات بَيْضَاء ، وَلَكِن حِين أَمْعَنْت النَّظَرَ إلَيْهِنَّ وجدتُ إحْدَاهُنّ تَنْظُر لِي ثُمَّ سَأَلْتنِي . . هَلْ تَدْرِي كَمْ أَصْبَح عُمُرِك . . . ؟ فركتُ عَيْنِي بِظَهْر يَدَي . . وتساءلت كَيْف لِلشَّعْر أَنْ يَتَحَدَّثَ وَأَنَا لستُ معتوهًا فَلَم أَشْرَب الكحول وَلَم أَدْخَن الْحَشِيش ! فَتَحَرَّكَت شَعْرِه أُخْرَى وَقَالَت : كُلِّ شَيْءٍ يَتَحَدَّث
وَلَكِنْ هَلْ تُمْلَكُ أَنْت الْقُدْرَةِ عَلَى فَهْمِ أَحَادِيثَنَا . . ؟ فُتِحَت فَمِي مِنَ الدَّهْشَةِ ، حَتَّى وجدتُ الشَّعْرَة الْأُولَى تعاود طَرْحُ الأسْئِلَةِ مَرَّةً أُخْرَى وَقَالَتْ لِي : هَلْ تَسْتَمِرُّ فِي دهشتك تِلْك كثيرًا . . ؟ قُلْت لَهُمَا اعذراني وَلَكِنِّي لَمْ اعْتَاد أَحَادِيث الْجَمَاد . . وَلَكِنْ هَلْ لَكُمَا اسْم كَمَا نَحْنُ بَنِي الْبَشَر . . ؟ فَرُدَّت الثَّانِيَة : أَنْت تُجِيب عَلَى أسئلتنا بِطَرْح الْمَزِيدَ مِنْ الْأَسْئِلَةِ فَمِنْ إذَا يُجِيب ! فَضَحِكَت بِقَهْقَهَة وَقُلْت لَهَا : سأجيبك يَا صديقتي وَلَكِنْ قَبْلَ أَنْ أجيبك أَحْبَبْت أَنْ أَعْرِفَ أَسْمَائِكُم لأَعْرِف مَعَ مَنْ أَتَكَلَّم . . ؟ هُنَا رُدَّت صديقتها وَقَالَت : لاتكوني سخيفه مَعَه سَأُخْبِرُك أَنَا بأسمائنا أَنَا اسْمِي عُمر (بضم الْعَيْنِ وَهِيَ مُفْرَدٌ أعمار) – وَأَمَّا صديقتي (نُضج) . . وَهَا نَحْنُ أَجَبْنَاك عَلَى سُؤَالَك فَحَان الْآن دَوْرَك فِي الْإِجَابَةِ . . فَهَل تُجِيب أَم تتملص . . ؟ ابتسمتُ وَقُلْت لَهَا لَا لَن أتملص . . وَلَكِنْ عَنْ أَيِّ عُمَرُ تتحدثين . . ؟ فَأَنَا كَمَا أَقُولُ عَنِ نَفْسِي دائمًا لِي عِدَّة أَعْمَار الْعُمْر الْأَوَّلِ حِينَ أَخْرَجْتَنِي أُمِّي مِنْ رَحِمِهَا ، وَالثَّانِي حِين تخرجت مِن الْجَامِعَة ، وَالثَّالِث حيت سَافَرْت خَارِج بَلَدِي ، وَالرَّابِع حِين تخطيت الثَّلَاثِين . . فَعَنْ أَيِّ عُمَرُ تقصدين . . . ؟ هُنَا تدخلت الثَّانِيَة (نضج) وَقَالَت : أَعْجَبَتْنِي إِجَابَتِك وَلَكِن أَوَدّ أَنْ أَعْرِفَ الْمَزِيد عَن عُمُرِك الرَّابِع . . فَكَيْف هِيَ الْحَيَاةُ فِي عَيْنَيْك بَعْدَ الثَّلَاثِينَ . . ؟ هُنَا اِبتسَمَت الْأُولَى (عُمر) وَقَالَت : يَا لَهُ مِنْ سُؤَالِ خَبِيث . . سَأَلْتُهَا : لِما . . ؟
قَالَت لِأَنَّهُ الْوَقْتُ
الَّذِي عَرَفْنَاك فِيه . . ضَحِكْت صديقتها (نضج) وَقَالَت : صَحِيحٌ وَلَكِنَّ بِشَكْل
خَاصٌّ يجذبني الْحَدِيثِ عَنْ كُلِّ مَا يَحْمِلُ اسْمِي . . قلتُ لَهُمَا : لَا بَأْسَ
. . أَيْ كَانَتْ دوافع السُّؤَال سَوْف أُجِيبَكُم عَلَيْه . . فَأَمَّا بَعْدَ الثَّلَاثِينَ
تستحقر اشياءًا كَثِيرَةٍ كَانَتْ عَظِيمَةً فِي نَظَرِك مِنْ قِبَلِ ، تَهْدَأ أَكْثَر
، وتفكيرك يَسْبِقُ أَفْعَالُك ، تَقْدِيرِك لِحُبّ الْمُحِيطَيْن بِك لَمْ يَعُدْ
بِالْقَدْرِ الَّذِي يخبروك بِه بحبهم لَك وَلَكِنَّ بِقَدْرِ مَا يَفْعَلُونَهُ لِأَجْلِك
. . تُشْعِر بِأَنَّك تَنْظُر لأعماق الْبَشَرِ وَأَنْتَ تَجْلِسُ عَلَى سَفْحِ الْجَبَلِ
. . فَرُبَّمَا بِالْأَمْس لَوْ سَمِعْت شَخْصٌ مَا يَسُبّ منطقتي سَوْف أبرحه ضربًا
لِكَوْنِه يَعْتَدِي عَلِيّ . . أَمَّا الْيَوْمُ سَأَنْظُر لَهُ أَمَّا بِعَيْنِ الْعَطْفِ
وَهُوَ أَنْ أَجِدَ مبررًا لِفِعْلِه بِأَن شَخْصٌ مَا قَدْ آذَاهُ مِنْ هَذِهِ الْمِنْطَقَة
، أَو أَشْفَقَ عَلَيْهِ فَرُبَّمَا هُو مَعْتُوه ، وَفِي كِلَا الْحَالَتَيْن فَالْأَمْر
لَيْس شَخْصِيٌّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ . . هُنَا قاطعتني إحْدَاهُنّ . . جَمِيل . . جَمِيل
جِدًّا وَمَاذَا عَنْ الْحُبِّ . . ؟ قلتُ لَهَا : صَه اخْفِضِي صَوْتَك فَزَوْجَتِي
نَوْمِهَا خَفِيفٌ . . فَضَحِكَت الْأُخْرَى . . وَقَالَت بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ : هَلَّا
أَخْبَرْتنَا عَن الْمَشَاعِر بَعْدَ الثَّلَاثِينَ . . ؟ تمتمتُ قليلًا . . مُحَاوِلا
ً الْعُثُور عَلَى الْوَصْفِ الْمُنَاسِبِ لِتِلْكَ الْفَتْرَة . . لَم اسْتَأْنَفَت
حَدِيثَي مكملًا . . بِالنِّسْبَة لِي بَعْدَ الثَّلَاثِينَ لَا يَخْتَلِفُ كثيرًا
فِي نظرتي لِلْمَرْأَة . . فبشكل عَام تغريني الْمَرْأَة المثقفة عَنْ الْمَرْأَةِ
الْجَمِيلَةُ ، مَهْمَا بَدَت فِي هَيْئَتِهَا ، وَمَهْمَا تكلفت فِي إظْهَارِ مفاتنها
، يَكْفِي أَنْ تَتَحَدّث امْرَأَة بِشَيْءٍ فِيهِ عَقْلانِيَّة وَوَقَار . . وَلَكِن
لَلْأَسَف مَعَ مُرُورِ الْوَقْت تَتَلَاشَى هَذِه النَّوْعِيَّة مِنْ النِّسَاءِ ،
وَالْفَضْلِ فِي ذَلِكَ لِبَعْضِ الْمَوَاقِع مِثْل التيك تُوك الَّذِي حَوْل الْإِنَاث
إلَى مُسِخ لَهُنّ نَفْس الشَّكْل و يَسْتَخْدِمُون نَفْس الْأُسْلُوب السَّهْل الرَّخِيص
فِي اسْتِعْراض انوثتهن مُقَابِل تَزَايَد عَدَد الْمُتَابَعَات وَهُوَ مَا يُعْتَبَرُ
مَبْلَغ زَهِيد جدًا مُقَارَنَة بِالسِّلْعَة ، وَهَذَا قَدْ جَعَلَ مِنْهُنّ أَصْحَاب
سِلْعَة بخس– حَتَّى فِي ملابسهن . . فَأَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ فَكَرِهَ أَنْ يَرْتَدِيَ
شَخْصٌ مَا مَشْهُورٌ شَيْءٌ مَا ، فَيَتَحَوَّل هَذَا الشَّيْءَ لموضه . . دُونَ أَنْ
يُفَكِّر الشَّخْصِ نَفْسِهِ هَلْ هَذَا الشَّيْءَ يَلِيق بِي أَوْ لَا ، فَأَنَا أَشْعَرَ
بِأَنَّ هُنَاكَ عِلاقَة بَيْنَ الشَّخْصِ وَمُلَابَسَة أحياناً اُنْظُر لِقَمِيص مَا
وَأَشْعَر أَنَّه يناديني لامتلكه . . وَكَأَنَّه صُنع لِأَجْلِي . . هُنَا قاطعتني
نَفْس الشَّعْرَة . . صَدِيقِي لَم نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا – لَن أَنْكَر إِنَّك رَائِع
فِي السَّرْد وَلَكِنْ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ لَن تَفَلُّحٌ بِهَا مَعِي للهروب مِنْ
الْإِجَابَةِ . . ضحكتُ وَقُلْت لَهَا : أُرِيد إيضَاح أَكْثَر . . ؟ قَالَت الْأُخْرَى
. . أَكْمَلُ كَمَا تَشَاءُ وَدّعَك مِنْهَا . . قُلْت لَهَا : ساريحها وَأَكْمَل لَكُمَا
. . أَذْكُر ذَاتَ يَوْمٍ قَالَتْ لِي صَدِيقِه إِنَّك تَمْلِك أُسْلُوبٌ مِنْ نَوْعِ
فَرِيد يَجْعَلَنِي أَمْيَز مَا تَكتُبْه أَنْتَ مِنْ بَيْنِ مِائَة شَخْصٌ . . يَوْمِهَا
شعرتُ بِأَن الْعَرَبَ لَمْ تُنْجِب سِوَى اثْنَيْنِ فِي الْأَدَبِ نِزَار قَبّانِي
فِي الشِّعْرِ وَأَنَا فِي السَّرْد . . وَاذْكُر أُخْرَى قَالَتْ لِي ذَاتَ يَوْمٍ
فِي جُمْلَةِ (اكتب فَمَن يَكْتُبُ لَا يَمُوتُ وَأَنْت كَلِمَاتِك تَسْتَحِقّ الخلود)
– رُبَّمَا شَعَرْت وَقْتِهَا بِأَنَّنِي لَا أُفَرِّقُ كثيرًا عَن نِزَار غَيْرَ أَنَّهُ
وَجَدَ طَرِيق الْمَجْد وَالشُّهْرَة وَأَنَا مُجَرَّد شَخْصٌ مَغْمُور اُكْتُب كُلَّ
عَامٍ مَقَالٍ أَوْ قَصَّةٍ أَوْ شَعْرٍ . . أَمَّا بَعْدُ الثَّلَاثِينَ إنْ قَالَتْ
لِي إحْدَاهُنّ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ ساشكرها وَلَن اِكْتَرَث عَن مكانتي أَوْ
وَضَعَ مَا اُكْتُب ، وَلَكِن سأعتبره مُجَامَلَة لَطِيفَةٌ رُبَّمَا أَرْسَلْتهَا
بِنَفْس الطَّرِيقَة لِعِدَّة أَشْخَاص قَبْلِي أَوْ بَعْدِي . . قَالَت (عُمر) : جَمِيل
حَدِيثَك وَلَكِن أَوَدّ أَن اطْرَح عَلَيْك سُؤَال يَتَنَاسَب مَع اسْمِي كَمَا فَعَلْتُ
هِي . . قلتُ لَهَا لَا بَأْسَ : عُمْرِي الْآن 33 سُنَّةٌ . . قَالَتْ لَا لَن أَسْأَلُكَ
عَنْ عُمُرِك الْأَوَّل . . وَلَكِن أَوَدّ أَن أسألك سُؤَالٍ آخَرَ . . قُلْت لَهَا
: بِكُلّ تَأْكِيدٌ . . تَفَضُّلِيٌّ . .
هُنَا
قاطعت حَدِيثَنَا الْأُخْرَى وَقَالَت 33 عَام . .
قُلْت لَهَا : بَلَى 33 سُنَّةٌ . . . فَضَحِكَت الْأُولَى وَقَالَتْ لَا يُوجَدُ فَارَق ، فَقُلْتُ لَهَا بَلَى ، يُوجَد فَارَق كَبِيرٌ فَعَامٌّ دَلِيلٌ عَلَى الشِّدَّةِ بَيْنَمَا السُّنَّةَ تَدُلُّ عَلَى الرَّخَاء ، لِذَا أَرَى بِفَضْلِ اللَّهِ حَيَاتِي سَنَوَات ، فَقَالَت شكراً عَلَى الْمَعْلُومَة . . ثُمّ صمتنا للحظات حَتَّى سَأَلْتُهَا وماهو سُؤَالَك . . الَّذِي يَرْتَبِطُ بِاسْمِك . . ؟ فَقَالَت (نضج) : نَعَم اعْتَذَر عَلَى المقاطعة وَلَدِي فُضُول لأَعْرِف سُؤَالَك . . قَالَت (عُمر) : كَمْ مِنْ الْعُمْرِ تَظُنّ نَفْسِك ستعيش . . ؟ لَم أَتَوَقَّع هَذَا السُّؤَالِ . . ثُمّ طَرَحْته بِشَكْلٍ آخَرَ . . كَمَا يَتَبَقَّى لِي مِنْ الْعُمْرِ وارحل . . ! هَلْ هَذَا مَا تقصدين . . ؟ أَمْعَنْت النَّظَرَ فِي رَأْسِي فَلَمْ أَجِدْ سِوَى بِضْع شَعَرَات ساكنات . . وتساءلتُ وَقْتِهَا هَلْ يَنْطِق الْجَمَاد . . ؟
إسْلَام سامِي 5/11/2021
إسلام سامي
5 أغسطس 2019
الباقون معنا.. برغم رحيلهم..
كان حفل ارتباطي بالأمس
وقبل أن انام إنشغلتُ كثيرًا بصور الحفل، وهيئتي وهيئة عروستي وأهتممتُ بأراء
الناس عنا انشغلت بكل شيء صنعته يومها، حتى دخلت في النوم وانا اتصفح هاتفي، ولكن
مالم اتذكره يومها جدي رحمة الله عليه، الذي لم ينساني، وزارني في تلك الليله بالمنام
ليخبرني بأنهم يشعرون بنا وانه معي، جاء ضاحكًا وظل يحتضنني واحتضنه بقوه، ربما
خمسة عشر سنة مرت على رحيله، لم اكتشف خلالهم إلا كذب المقوله الشهيرة
"الايام بتنسي"، ايام واسابيع وشهور وسنوات مرت ولكن صفحة النسيان أبدًا
لم تنطوي، فهناك البعض دائمًا ما يرفضون فكرة أن يصبحوا مجرد ذكرى عابره ذهبت إلى
وادي النسيان، ربما أنشغل بالحياه وتأخذني في دوامتها، ولكن يظل الاشتياق وحده
مقترنًا بإسم جّدي، زيارته لي جاءت تبرهن لي بإنه بجواري يشعر بي.. يشاركني
مناسباتي السعيده، ربما الاموات يرحلون عن عالمنا، ولكن لا شك بأن عالمهم الآخر
اروع يراقبونا من خلاله ويمكثون بجانبنا على أمل ان يأت يوم فيه نفتح اعيننا
عليهم، لنكتشف اننا نراهم ونتحدث معهم ونحتضنهم احتضان يشبع كل الاشتياق المُدخر
لهم، لنترك هذا الجسد العفن ونتحرر منه، نسبح معهم، نتنفس اجسادهم، ربما وقتها
نكتشف المعنى الحقيقي للحياه، استيقظت يومها وانا اتساءل صديقي الله، ان كان يحق
لي ان اناديك صديقي، وإن لم يحق لي فيالله لماذا خلقت الموت؟ اسألك إن كان يحق لي
السؤال، وإن لم يحق لي فلن اسألك وسوف اكتفي بطلب الدعاء إليك، فادعوك ان ترفق بنا
وترحم كل الذين نحبهم وقد سبقونا عندك.
إسلام سامي
برج النار .. (إلى الذين ماتوا من الغيرة) لـ إسلام سامي
هيبة الموت.. (ينصح بعدم قراءته أي ممن يعانون من عزيز مفقود ) لـ إسلام سامي
العاهرة والزمن والناس.. لـ إسلام سامي
وفاء
حبيبتي لـ إسلام سامي
وفاء حبيبتي لـ إسلام سامي
اراها تقرأ كتاباتي بعد موتي .. فتضحك حين
تتذكر موقف أضحكنا سويا .. وتبكي حين تعلم انها مره اخرى لن تراني .. ثم تمسح
عينيها وتمسك بكتابي مره اخرى .. وتقرأ .. وتقرأ .. فتتاسقط دموعها علي صفحات
الكتاب .. اعلم بان وفائها لي سيجعلها تعاني من بعدي .. ولن تنساني بسهوله ..
فكلما اشتاقت لحديثي .. فتحت كتابي .. وكلما اشتاقت لرؤياي
فقط تنظر في سقفها وهي علي السرير نائمه ..
وكلما اشتهت محادثتي .. ليس عليها سوى ان تنام ..
وانا من يزورها في المنام .. ستستيقظ من نومها لترى اثري بجوارها مازال موجودا ً
.. فتتحسس أثري بيدين ناعمتان .. وعينان باكيتان .. !!
___________________
خواطري : وفاء حبيبتي ..
اراها تقرأ كتاباتي بعد موتي .. فتضحك حين تتذكر موقف أضحكنا سويا .. وتبكي حين تعلم انها مره اخرى لن تراني .. ثم تمسح عينيها وتمسك بكتابي مره اخرى .. وتقرأ .. وتقرأ .. فتتاسقط دموعها علي صفحات الكتاب .. اعلم بان وفائها لي سيجعلها تعاني من بعدي .. ولن تنساني بسهوله .. فكلما اشتاقت لحديثي .. فتحت كتابي .. وكلما اشتاقت لرؤياي
فقط تنظر في سقفها وهي علي السرير نائمه .. وكلما اشتهت محادثتي .. ليس عليها سوى ان تنام .. وانا من يزورها في المنام .. ستستيقظ من نومها لترى اثري بجوارها مازال موجودا ً .. فتتحسس أثري بيدين ناعمتان .. وعينان باكيتان .. !! ___________________
خواطري : وفاء حبيبتي ..
احلام اليقظه لـ إسلام سامي
فنظرت لي وقالت : اتريد ان تتركني .. !! اتبيعيني .. !!قلتُ لها : بلا والله ولكن اريد ان اشتري نفسي .. !! احبك لكن ماذا بعد ذلك ..فسحبت يدها من ذراعي .. ونظرت الي وقالت .. اتمني ان القاك يوما واتزوج منك .. واقضي عمري معك .. وعيناها كانت تلمع من الدموع ..فنظرت اليها : وقلت ُ لها .. حبيبتي سوف ابحث عنك وسط النساء ..لن اتنازل عنك يوما ً ... فان لم تكوني زوجه لي .. لن اقبل غيرك ..وان اشتقت اليك .. يكفيني انني اراكِ في احلامي ...هنا وقد اوشكت دموعي علي ان تخونني .. وخفت ان تسقط مني دمعه .. !! ولكن مازلت متماسكا ً اراها تذهب من امامي .. وتختفي شيئا ً فشيئا ً .. حاولت ان اناديها وللحظه تذكرتُ انا لا اعرف اسمها .. فقلتٌ لها وما اسمك .. !!فنظرت من بعيد وابتسمت وقالت لا تقل شئيا ً سوى حبيبتي .. !!وظلت تمشي وتمشي .. حتي اختفت من امام عيني .. !!