الأربعاء، 14 نوفمبر 2012

مقالات..

الحظيره..

فِي اَلْمَزْرَعَةِ خَيْر وَفِيرٍ ، خُيِّلَ وَبَقَرَةُ وَسَاقِيَةُ مَاءٍ - وَبَعْضَ اَلْإِبِلِ وَمَاعِزٍ وَحِمَارٍ وَحِيدٍ . . وَلَا شَيْءَ أَكْثَرَ مِنْ اَلْخِرَافِ ، فَهْمًا فِي اَلْعَدِّ . . اَلْعَدَدُ اَلْوَفِيرُ . . وَذَاتَ صَبَاح صَاحَ اَلْحِمَارُ ، وَقَالَ لِمَتَى نَظَلَّ هَكَذَا دُونَمَا تَطْوِيرٍ . . فَحَظِيرَتُنَا تِلْكَ تَسْتَحِقُّ مِنَّا اَلْكَثِيرَ . . . فَقَالَ اَلْحِصَانُ : اُسْكُتْ يَا حِمَارٌ . . كَفَّاكَ نَهِيق . . تَجَاهُلُ اَلْحِمَارِ كَلَامَ اَلْحِصَانِ وَوَجَّهَ كَلَامُهُ مُخَاطِبًا اَلْقَطِيعَ بَهَائِمِي اَلْمَسَاكِينَ . . ظَلْمُتُوا كَثِيرًا وَجَاءَ اَلْيَوْمِ لِنَجْعَلَ مِنْ مَزْرَعَتِنَا جَنَّةً . . وَلِأَنَّ اَلْخِرَافَ هُمْ اَلْأَغْلَبِيَّةُ ، وَلِأَنَّ اَلْحِمَارَ حَقِيقِيٌّ عَنِيدٌ . . صَارَ اَلْحِمَارُ رَئِيسَ اَلْحَظِيرَةِ . . وَأَوَّلَ أَفْكَارهَ فِكْرَةً خَطِيرَةً مَاذَا لَوْ بِعْنَا اَلْحِصَانُ وَطَوْرُنَا بِثَمَنِهِ جُزْءً كَبِيرٍ مِنْ اَلْحَظِيرَةِ . . ! وَرَاحَ يُنَادِي بَيْنَ اَلْحُقُولِ حِصَان عَرَبِيٍّ بِثَمَنٍ بَخْسٍ ، فَتَعَجُّبُ اَلْمَاعِزِ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا ضِعَاف . . وَفَطِنُوا بِأَنَّ مَصِيرَ اَلْحِصَانِ . . مَصِيرٌ مُحَتَّمٌ لِكُلٍّ مِنْ تَكَلَّمَ بِسُوءٍ فِي حَقِّ اَلْحِمَارِ . . وَصَرَخَ اَلْحِصَانُ صُرَاخ أَخِيرٍ . . وَقَالَ اَسْتَفِيقُوا تِلْكَ اَلْبِدَايَةِ . . وَلَكِنَّ اَلْخِرَافَ أَلْقَوْا بِاللَّوْمِ عَلَى اَلْحِصَانِ ، وَقَالُوا غَبِي يُرِيدُ اَلْخَرَابُ وَأَمَّا نَحْنُ فَسُمِعَ وَطَاعَةٌ وَلَوْ أَرَادَ اَلْحِمَارُ أَتَيْنَاهُ سَاجِدِينَ . . وَجَاءَتْ بَهِيمَةٌ تُجْرَ كِرْشَهَا وَالْعِقَالُ عَلَى رَأْسِهَا ، وَقَالَتْ : أَنَا أَشْتَرِي اَلْحِصَانُ وَتَمَّتْ اَلْبَيْعَةُ وَسَحَبَتْهُ إِلَى حَقْلِهَا ، فَمَنْ ذَا اَلْغَبِيِّ اَلَّذِي يُفَرِّطُ فِي عَرْضِ كَعُرُوضِ اَلْحَمِيرِ ! وَقَالَ اَلْحُكَمَاءُ بِثَمَنِ اَلْحِصَانِ أُصْلِحَ لَنَا اَلسَّاقِيَةُ ، وَلَانَ اَلْحِمَارُ لَا يَأْخُذُ بِالْمَشُورَةِ ، ذَهَبَ وَاشْتَرَى أَحْبَالٌ كَثِيرَةٌ ، وَكَبْلَ بِهَا جَمِيعَ اَلْقَطِيعِ ، وَلَكِنْ لَا بَأْس بِبَعْضٍ مِنْ اَلْبِرْسِيمِ اَلزَّائِدِ يَقْطَعُ وَيَلْقَى إِلَى اَلْأَغْنَامِ ، فَتِلْكَ هِيَ اَلصُّحْبَةُ اَلْوَفِيَّةُ ، وَحِينُ أَكَلَتْ اَلْأَغْنَامُ وَمُلِئَتْ بُطُونُهَا . . صَارَتْ تَمْدَحُ اَلْحِمَارَ فِي كُلِّ مَجْلِسِ بَيْنَ اَلْبَهَائِمِ وَتَقُولُ بِأَنَّ اَلْخَيْرَ آتٍ عَلَى يَدَيْهِ وَخَيْرِهِ وَفِيرٍ . . . فَهُوَ اَلْحَكِيمُ وَفَلْتَةَ اَلْبَهَائِمَ ، صَاحِبُ اَلْبَصِيرَةِ وَالْفِطْنَةِ وَالنَّبَاهَةِ . . وَمَرَّ عَامُ وَالْوَضْعِ سَاءَ وَجَفَّتْ مِيَاهُ اَلْحَقْلِ بَعْدَ إِهْمَالِ اَلسَّاقِيَةِ . . . فَقَالُوا لَابُد مِنْ أَنَّ هُنَاكَ تَخْطِيطُ رَشِيدْ وَقَرَارٍ حَكِيمٍ سَيُنْقِذُ أَمْرُنَا . . . فَقَالَ اَلْحِمَارُ سَنَبِيعُ اَلسَّاقِيَةَ فَهِيَ تَالِفَةٌ لَا تَاتْ بِمَاءِ وَبِمَالِهَا سَنَشْتَرِي مَاءَ مَحْمَلِ مِنْ جِيرَانِنَا ، وَبَاعَ اَلسَّاقِيَةَ كَمَا بَاعَ اَلْحِصَانُ . . فَلَا شَيْءً جَدِيدٍ - بِضَاعَةُ نَفِيسِهِ وَثَمَنٍ بَخْسٍ . . ! وَرَاحَ يَشْتَرِي اَلْمَاءُ بِثَمَنِ اَلسَّاقِيَةِ - وَلَكِنَّهُ لَمْ يَكْفِيَ سِوَى لِمَشْرَبِهِمْ فَقَطْ ، فَلِمَ يَعُدْ زَرْعٌ وَلَا مَحَاصِيل . . فَصَرَخَ اَلْحِمَارُ اَاَاَايَامَعَشَرْ اَلْبَهَائِمُ اَلْعَيْبَ فِيكُمْ فَعَدَدُكُمْ عِبْء وَعِبْءٍ كَبِيرٍ . . وَلَمْ يَمُرْ وَقْتٌ طَوِيلٌ حَتَّى نَفَّذَتْ نُقُودَهُ وَصَارَ اَلْمَاءُ شَيْءَ لَابُدٍّ مِنْهُ ، فَرَاحَ وَاشْتَرَى بِالدِّينِ وَالرِّبَا مَاءً لِعَامٍ يَكْفِي اَلْقَطِيعُ مَشْرَب وَمَأْكَل فَقَطْ . . وَلَانَ اَلْمَأْكَلُ صَارَ قَلِيلٌ جَفَّ اَلْحَلِيبُ فِي اَلْبَقَرَةِ اَلْحَلُوبُ . . وَبَعْضَ اَلْمَاعِزِ صَارَتْ تَأَنٍّ فَكُلَّ يَوْمٍ تَحْلِبُ وَتَحْلِبُ وَلَا شَيْءً يُعَوِّضُ ذَاكَ اَلْحَلِيبِ . . وَحِينُ اِشْتَدَّ اَلْجُوعُ وَقَالُوا أَنْقَذْنَا . . . قَالَ لَا بَأْسَ عِنْدِي اَلْحَلُّ ، بَقَرَةٌ لِلْبَيْعِ وَبَاعَ اَلْبَقَرَةَ فِي مَرَضِهَا بِثَمَنٍ بَخْسٍ كَعَادَتِهِ وَاشْتَرَى اَلْحُبُوبَ بِثَمَنٍ غَالٍ لِيَمْنَحَ بَعْضُ مِنْهُ لَهُمْ وَقَالَتْ خِرَافُ اُنْظُرُوا لِكَرَمِهِ يَمْنَحُ حُبُوب بِلَا ثَمَنٍ فَلَا أَطْيَبَ مِنْهُ وَلَا أَكْرَمَ مِنْ هَذَا اَلْمِسْكِينِ ، اَلْكُلَّ يَلُومُهُ وَهُوَ يُفَكِّرُ فِي اَلْجَمِيعِ . . . فَصَعِدَ وَقَالَ أُرِيدُ غَابَ وَقَشٍّ وَسَقْفٍ حَتَّى نُجْمِلَ اَلْحَظِيرَةُ وَحَتْمًا كُلُّ هَذَا سَيَجْعَلُ اَلْحَظِيرَةَ أَرْوَعَ مَكَانًا . . . فَقَالَتْ اَلْإِبِلُ وَهِيَ اَلصَّابِرَةُ . . . أَيُّهَا اَلْأَبْلَهِ يَالِيتَكْ أَصْلَحَتْ اَلسَّاقِيَةُ وَزَرَعَتْ أَرْضُنَا فَمَا كَانَتْ اَلْبَقَرَةُ لِتَمْرَض ، وَصِرْنَا فِي نَعِيمٍ نَبِيعُ اَلْحَلِيبُ وَنَشْتَرِي سَاقَيْهِ جَدِيدَةً وَبَعْضَ اَلسَّمَادِ وَالْحُبُوبِ ، فَنَصْنَعُ أَكْثَرَ وَنُنْتِجُ أَكْثَر ، وَلَكِنَّ اَلْحَظِيرَةَ هَلَكَتْ بِالدُّيُونِ ، وَلَانَ اَلْحِبَالْ طَالَتْ رِقَابَهُمْ ، فَالْكُلُّ صَامِت وَيَدْرِي بِأَنَّ اَلْوَضْعَ خَطِيرٌ ، وَأَنَّ اَلْحَظِيرَةَ إِلَى هَلَاكٍ _ وَحِينَ اِشْتَدَّ اَلْجُوعُ أَكْثَرَ وَأَكْثَرِ لَمٍّ يُعَالِجُ اَلْأَمْرُ إِلَّا بِشَدِّ اَللِّجَامِ عَلَى رِقَابِهِمْ . . يَوْمًا مَا سَيَثُورُ اَلْقَطِيعُ وَيَنْهَشُ لَحْمُهُ وَسَيُصْبِحُ عِبْرَةً لِبَاقِي اَلْحَمِيرِ . .

 إِسْلَامُ سَامِي 28 يَنَايِر 2023

ღ҉§ღ ♥ #إســـلامـےسامــيے ♥ ღ§҉ღ

بِضْع شَعَرَات..

فِي صَبَاحِ الْيَوْم بَيْنَمَا كُنْت أُمَشِّط شِعْرِي لمحت عَيْنَاي بِضْع شَعَرَات بَيْضَاء ، وَلَكِن حِين أَمْعَنْت النَّظَرَ إلَيْهِنَّ وجدتُ إحْدَاهُنّ تَنْظُر لِي ثُمَّ سَأَلْتنِي . . هَلْ تَدْرِي كَمْ أَصْبَح عُمُرِك . . . ؟ فركتُ عَيْنِي بِظَهْر يَدَي . . وتساءلت كَيْف لِلشَّعْر أَنْ يَتَحَدَّثَ وَأَنَا لستُ معتوهًا فَلَم أَشْرَب الكحول وَلَم أَدْخَن الْحَشِيش ! فَتَحَرَّكَت شَعْرِه أُخْرَى وَقَالَت : كُلِّ شَيْءٍ يَتَحَدَّث


وَلَكِنْ هَلْ تُمْلَكُ أَنْت الْقُدْرَةِ عَلَى فَهْمِ أَحَادِيثَنَا . . ؟ فُتِحَت فَمِي مِنَ الدَّهْشَةِ ، حَتَّى وجدتُ الشَّعْرَة الْأُولَى تعاود طَرْحُ الأسْئِلَةِ مَرَّةً أُخْرَى وَقَالَتْ لِي : هَلْ تَسْتَمِرُّ فِي دهشتك تِلْك كثيرًا . . ؟ قُلْت لَهُمَا اعذراني وَلَكِنِّي لَمْ اعْتَاد أَحَادِيث الْجَمَاد . . وَلَكِنْ هَلْ لَكُمَا اسْم كَمَا نَحْنُ بَنِي الْبَشَر . . ؟ فَرُدَّت الثَّانِيَة : أَنْت تُجِيب عَلَى أسئلتنا بِطَرْح الْمَزِيدَ مِنْ الْأَسْئِلَةِ فَمِنْ إذَا يُجِيب ! فَضَحِكَت بِقَهْقَهَة وَقُلْت لَهَا : سأجيبك يَا صديقتي وَلَكِنْ قَبْلَ أَنْ أجيبك أَحْبَبْت أَنْ أَعْرِفَ أَسْمَائِكُم لأَعْرِف مَعَ مَنْ أَتَكَلَّم . . ؟ هُنَا رُدَّت صديقتها وَقَالَت : لاتكوني سخيفه مَعَه سَأُخْبِرُك أَنَا بأسمائنا أَنَا اسْمِي عُمر (بضم الْعَيْنِ وَهِيَ مُفْرَدٌ أعمار) – وَأَمَّا صديقتي (نُضج) . . وَهَا نَحْنُ أَجَبْنَاك عَلَى سُؤَالَك فَحَان الْآن دَوْرَك فِي الْإِجَابَةِ . . فَهَل تُجِيب أَم تتملص . . ؟ ابتسمتُ وَقُلْت لَهَا لَا لَن أتملص . . وَلَكِنْ عَنْ أَيِّ عُمَرُ تتحدثين . . ؟ فَأَنَا كَمَا أَقُولُ عَنِ نَفْسِي دائمًا لِي عِدَّة أَعْمَار الْعُمْر الْأَوَّلِ حِينَ أَخْرَجْتَنِي أُمِّي مِنْ رَحِمِهَا ، وَالثَّانِي حِين تخرجت مِن الْجَامِعَة ، وَالثَّالِث حيت سَافَرْت خَارِج بَلَدِي ، وَالرَّابِع حِين تخطيت الثَّلَاثِين . . فَعَنْ أَيِّ عُمَرُ تقصدين . . . ؟ هُنَا تدخلت الثَّانِيَة (نضج) وَقَالَت : أَعْجَبَتْنِي إِجَابَتِك وَلَكِن أَوَدّ أَنْ أَعْرِفَ الْمَزِيد عَن عُمُرِك الرَّابِع . . فَكَيْف هِيَ الْحَيَاةُ فِي عَيْنَيْك بَعْدَ الثَّلَاثِينَ . . ؟ هُنَا اِبتسَمَت الْأُولَى (عُمر) وَقَالَت : يَا لَهُ مِنْ سُؤَالِ خَبِيث . . سَأَلْتُهَا : لِما . . ؟

قَالَت لِأَنَّهُ الْوَقْتُ الَّذِي عَرَفْنَاك فِيه . . ضَحِكْت صديقتها (نضج) وَقَالَت : صَحِيحٌ وَلَكِنَّ بِشَكْل خَاصٌّ يجذبني الْحَدِيثِ عَنْ كُلِّ مَا يَحْمِلُ اسْمِي . . قلتُ لَهُمَا : لَا بَأْسَ . . أَيْ كَانَتْ دوافع السُّؤَال سَوْف أُجِيبَكُم عَلَيْه . . فَأَمَّا بَعْدَ الثَّلَاثِينَ تستحقر اشياءًا كَثِيرَةٍ كَانَتْ عَظِيمَةً فِي نَظَرِك مِنْ قِبَلِ ، تَهْدَأ أَكْثَر ، وتفكيرك يَسْبِقُ أَفْعَالُك ، تَقْدِيرِك لِحُبّ الْمُحِيطَيْن بِك لَمْ يَعُدْ بِالْقَدْرِ الَّذِي يخبروك بِه بحبهم لَك وَلَكِنَّ بِقَدْرِ مَا يَفْعَلُونَهُ لِأَجْلِك . . تُشْعِر بِأَنَّك تَنْظُر لأعماق الْبَشَرِ وَأَنْتَ تَجْلِسُ عَلَى سَفْحِ الْجَبَلِ . . فَرُبَّمَا بِالْأَمْس لَوْ سَمِعْت شَخْصٌ مَا يَسُبّ منطقتي سَوْف أبرحه ضربًا لِكَوْنِه يَعْتَدِي عَلِيّ . . أَمَّا الْيَوْمُ سَأَنْظُر لَهُ أَمَّا بِعَيْنِ الْعَطْفِ وَهُوَ أَنْ أَجِدَ مبررًا لِفِعْلِه بِأَن شَخْصٌ مَا قَدْ آذَاهُ مِنْ هَذِهِ الْمِنْطَقَة ، أَو أَشْفَقَ عَلَيْهِ فَرُبَّمَا هُو مَعْتُوه ، وَفِي كِلَا الْحَالَتَيْن فَالْأَمْر لَيْس شَخْصِيٌّ بَيْنِي وَبَيْنَهُ . . هُنَا قاطعتني إحْدَاهُنّ . . جَمِيل . . جَمِيل جِدًّا وَمَاذَا عَنْ الْحُبِّ . . ؟ قلتُ لَهَا : صَه اخْفِضِي صَوْتَك فَزَوْجَتِي نَوْمِهَا خَفِيفٌ . . فَضَحِكَت الْأُخْرَى . . وَقَالَت بِصَوْتٍ مُنْخَفِضٍ : هَلَّا أَخْبَرْتنَا عَن الْمَشَاعِر بَعْدَ الثَّلَاثِينَ . . ؟ تمتمتُ قليلًا . . مُحَاوِلا ً الْعُثُور عَلَى الْوَصْفِ الْمُنَاسِبِ لِتِلْكَ الْفَتْرَة . . لَم اسْتَأْنَفَت حَدِيثَي مكملًا . . بِالنِّسْبَة لِي بَعْدَ الثَّلَاثِينَ لَا يَخْتَلِفُ كثيرًا فِي نظرتي لِلْمَرْأَة . . فبشكل عَام تغريني الْمَرْأَة المثقفة عَنْ الْمَرْأَةِ الْجَمِيلَةُ ، مَهْمَا بَدَت فِي هَيْئَتِهَا ، وَمَهْمَا تكلفت فِي إظْهَارِ مفاتنها ، يَكْفِي أَنْ تَتَحَدّث امْرَأَة بِشَيْءٍ فِيهِ عَقْلانِيَّة وَوَقَار . . وَلَكِن لَلْأَسَف مَعَ مُرُورِ الْوَقْت تَتَلَاشَى هَذِه النَّوْعِيَّة مِنْ النِّسَاءِ ، وَالْفَضْلِ فِي ذَلِكَ لِبَعْضِ الْمَوَاقِع مِثْل التيك تُوك الَّذِي حَوْل الْإِنَاث إلَى مُسِخ لَهُنّ نَفْس الشَّكْل و يَسْتَخْدِمُون نَفْس الْأُسْلُوب السَّهْل الرَّخِيص فِي اسْتِعْراض انوثتهن مُقَابِل تَزَايَد عَدَد الْمُتَابَعَات وَهُوَ مَا يُعْتَبَرُ مَبْلَغ زَهِيد جدًا مُقَارَنَة بِالسِّلْعَة ، وَهَذَا قَدْ جَعَلَ مِنْهُنّ أَصْحَاب سِلْعَة بخس– حَتَّى فِي ملابسهن . . فَأَنَا أَتَعَجَّبُ مِنْ فَكَرِهَ أَنْ يَرْتَدِيَ شَخْصٌ مَا مَشْهُورٌ شَيْءٌ مَا ، فَيَتَحَوَّل هَذَا الشَّيْءَ لموضه . . دُونَ أَنْ يُفَكِّر الشَّخْصِ نَفْسِهِ هَلْ هَذَا الشَّيْءَ يَلِيق بِي أَوْ لَا ، فَأَنَا أَشْعَرَ بِأَنَّ هُنَاكَ عِلاقَة بَيْنَ الشَّخْصِ وَمُلَابَسَة أحياناً اُنْظُر لِقَمِيص مَا وَأَشْعَر أَنَّه يناديني لامتلكه . . وَكَأَنَّه صُنع لِأَجْلِي . . هُنَا قاطعتني نَفْس الشَّعْرَة . . صَدِيقِي لَم نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا – لَن أَنْكَر إِنَّك رَائِع فِي السَّرْد وَلَكِنْ هَذِهِ الطَّرِيقَةِ لَن تَفَلُّحٌ بِهَا مَعِي للهروب مِنْ الْإِجَابَةِ . . ضحكتُ وَقُلْت لَهَا : أُرِيد إيضَاح أَكْثَر . . ؟ قَالَت الْأُخْرَى . . أَكْمَلُ كَمَا تَشَاءُ وَدّعَك مِنْهَا . . قُلْت لَهَا : ساريحها وَأَكْمَل لَكُمَا . . أَذْكُر ذَاتَ يَوْمٍ قَالَتْ لِي صَدِيقِه إِنَّك تَمْلِك أُسْلُوبٌ مِنْ نَوْعِ فَرِيد يَجْعَلَنِي أَمْيَز مَا تَكتُبْه أَنْتَ مِنْ بَيْنِ مِائَة شَخْصٌ . . يَوْمِهَا شعرتُ بِأَن الْعَرَبَ لَمْ تُنْجِب سِوَى اثْنَيْنِ فِي الْأَدَبِ نِزَار قَبّانِي فِي الشِّعْرِ وَأَنَا فِي السَّرْد . . وَاذْكُر أُخْرَى قَالَتْ لِي ذَاتَ يَوْمٍ فِي جُمْلَةِ (اكتب فَمَن يَكْتُبُ لَا يَمُوتُ وَأَنْت كَلِمَاتِك تَسْتَحِقّ الخلود) – رُبَّمَا شَعَرْت وَقْتِهَا بِأَنَّنِي لَا أُفَرِّقُ كثيرًا عَن نِزَار غَيْرَ أَنَّهُ وَجَدَ طَرِيق الْمَجْد وَالشُّهْرَة وَأَنَا مُجَرَّد شَخْصٌ مَغْمُور اُكْتُب كُلَّ عَامٍ مَقَالٍ أَوْ قَصَّةٍ أَوْ شَعْرٍ . . أَمَّا بَعْدُ الثَّلَاثِينَ إنْ قَالَتْ لِي إحْدَاهُنّ شَيْءٌ مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ ساشكرها وَلَن اِكْتَرَث عَن مكانتي أَوْ وَضَعَ مَا اُكْتُب ، وَلَكِن سأعتبره مُجَامَلَة لَطِيفَةٌ رُبَّمَا أَرْسَلْتهَا بِنَفْس الطَّرِيقَة لِعِدَّة أَشْخَاص قَبْلِي أَوْ بَعْدِي . . قَالَت (عُمر) : جَمِيل حَدِيثَك وَلَكِن أَوَدّ أَن اطْرَح عَلَيْك سُؤَال يَتَنَاسَب مَع اسْمِي كَمَا فَعَلْتُ هِي . . قلتُ لَهَا لَا بَأْسَ : عُمْرِي الْآن 33 سُنَّةٌ . . قَالَتْ لَا لَن أَسْأَلُكَ عَنْ عُمُرِك الْأَوَّل . . وَلَكِن أَوَدّ أَن أسألك سُؤَالٍ آخَرَ . . قُلْت لَهَا : بِكُلّ تَأْكِيدٌ . . تَفَضُّلِيٌّ . .

هُنَا قاطعت حَدِيثَنَا الْأُخْرَى وَقَالَت 33 عَام . .

قُلْت لَهَا : بَلَى 33 سُنَّةٌ . . . فَضَحِكَت الْأُولَى وَقَالَتْ لَا يُوجَدُ فَارَق ، فَقُلْتُ لَهَا بَلَى ، يُوجَد فَارَق كَبِيرٌ فَعَامٌّ دَلِيلٌ عَلَى الشِّدَّةِ بَيْنَمَا السُّنَّةَ تَدُلُّ عَلَى الرَّخَاء ، لِذَا أَرَى بِفَضْلِ اللَّهِ حَيَاتِي سَنَوَات ، فَقَالَت شكراً عَلَى الْمَعْلُومَة . . ثُمّ صمتنا للحظات حَتَّى سَأَلْتُهَا وماهو سُؤَالَك . . الَّذِي يَرْتَبِطُ بِاسْمِك . . ؟ فَقَالَت (نضج) : نَعَم اعْتَذَر عَلَى المقاطعة وَلَدِي فُضُول لأَعْرِف سُؤَالَك . . قَالَت (عُمر) : كَمْ مِنْ الْعُمْرِ تَظُنّ نَفْسِك ستعيش . . ؟ لَم أَتَوَقَّع هَذَا السُّؤَالِ . . ثُمّ طَرَحْته بِشَكْلٍ آخَرَ . . كَمَا يَتَبَقَّى لِي مِنْ الْعُمْرِ وارحل . . ! هَلْ هَذَا مَا تقصدين . . ؟ أَمْعَنْت النَّظَرَ فِي رَأْسِي فَلَمْ أَجِدْ سِوَى بِضْع شَعَرَات ساكنات . . وتساءلتُ وَقْتِهَا هَلْ يَنْطِق الْجَمَاد . . ؟ 

إسْلَام سامِي 5/11/2021 


ღ҉§ღ ♥ #إســـلامـےسامــيے ♥ ღ§҉ღ



الحياه.. منتهى العبث..(محمود ذكي)
 ماذا سيحدث لو انك اكتشفت بأن حياتك الحاليه ماهي إلا حلم.. واستيقظت منه لتكتشف انك في الحقيقه كفيف..! حاول أن تغلق الهاتف لدقيقه واحده ثم تستحضر المشهد كاملًا بداخلك، ثم عد لنفكر معًا كيف سيصبح المشهد.. ولكن إن كنت بلا خيال فارجوك ألا تستكمل هذا المقال، واكتفِ بهذا الحد.
أعرف انك لم تغلق الهاتف ولم تتخيل الموقف، ولكن الفضول الذي بداخلك هو مادفعك للإستمرار في القراءة، لذا دعني أسهلها عليك.. كُلنا غارقون في شهوة حب الحياه، نسبح في رفاهيتها وكماليتها التي تحولت لاشياء أساسية تحركنا، لم تعد غريزة البقاء وحدها المسيطرة ولكن البقاء بشكل إجتماعي مقبول، ومظهر خارجي أقرب للكمال.. لذا حين تخيلتُ انا الموقف، ورأيت أن حياتي الحاليه ماهي إلا مجرد حلم، وان حقيقتي كفيف، فوراً تمنيتُ بأن كوني كفيف هو الحلم الذي استيقظ منه، فبرغم خيالي الذي يسع الكون،  لكني لن اتحمل كون حياتي كلها تصبح تخيلاً لاحداث واشخاص ومواقف وضباب، فكيف تقتصر الحياه على صور اصنعها بداخلي انا، فحين اتحدث الي صديق أرى عشرات ردود الافعال منه فكيف يستطيع خيالي أن يمنحني كل ذلك أو على الاقل نصفه..! فكيف سينقل الخيال كل هذا الامور التي تفعلها العين بأجزاء من الثانية فحين اشم رائحه جميلة لإمرأه تمر بجانبي كيف لعقلي أن اتخيلها، وحين يبكي بجانبي طفل صغير كيف ستبدوا ملامحه برأسي، وحين اشرب القهوه اتحسسها، وحين تشرق الشمس لن ارآها، وحين يحتاج ابني لعناقي لا استطيع الهروله تجاهه واحتضانه، فقط اكتفي بمد ذراعي إليه والتقطه لكوني مجرد رد فعل لحضنه، فكل هذه الخيالات وانت تقرأها فقط لا تتحملها، ثقيله هي الكلمات وانا اكتبها، قاتله وانا استشعرها، ولكن هل حياه الكفيف تقتصر على ما ذكرته أنفًا فقط، ام أن لكل قاعده شواذ، فماذا لو سلبك الله نعمة البصر، وابدلك عنها بنعمة البصيره..! ولكن قبل ان نستأنف الحديث عن البصيره علينا أن نعرف اولاً ماهي البصيره، ربما اغلبنا يعرف مضمونها، ولكنه يفشل في تعريفها الصحيح، فمن منا لا يتذكر محمد صبحي في مسرحيته التي ارآها انا رائعه، وصبحي قدم فيها افضل شخصيات الكفيف التي ابهرتني وحقيقه برغم كثرة هذا الدور لم انبهر إلا بصبحي في وجهة نظر، وصالح سليم بالشموع السوداء، وروعة فيلم الكيت كات للساحر محمود عبد العزيز، ولكن دعنا نعود مرة اخرى للمسرحيه التى بدأت بذكرها فالحديث عن الاعمال الفنيه لن ينتهي.. (وجهه نظر) حين أراد احد الاشخاص استغفال البطل كونه كفيف ثم قال له صبحي ( انا صحيح اعمى البصر لكن عندي بصيره) مما دفع الجمهور للتصفيق بحراره على عمق هذه الجمله وجمالها، وانا شخصيًا يروق لي هذا المشهد بشده، لذا أرى أن ابسط واشمل معنى للبصيره هو قوة الإدراك والفطنه، ويبقى كل هذا رائعًا، ولكن سرعان ماتنتهي المسرحيه ويعود محمد صبحي الفنان المبصر لحياته الطبيعيه، وهنا يأت السؤال هل يوجد بيننا من هو فاقد للبصر صاحب بصيره في هذا العالم الممتلىء بالمبصرين عديمي الرؤيه..! الإجابه الحتميه هي: لا وربما ستقول: بالتأكيد لهم وجود ولكن لم تسنَح لنا الحياه الفرصه بعد بمعرفة أمثالهم على الحقيقه.. وهذا كان رأي قبل ساعات قليله حين سنَحت ليا الفرصه لأرى رجل من هؤلاء (محمود ذكي) هذا الرجل الذي ما ان ترآه ألا وتكتشف بأنه لِص من اروع اللصوص التي تسرق قلبك دون أن تشعر بذلك، هذا الرجل الذي يبدوا من هيئته بانه في مشارف عقده الرابع من العُمر، رجل له إبتسامه رائعه.. ولكن الأروع من ابتسامته وطلته هي قصته، فهذا الرجل الكفيف استطاع أن يعمل كممثل لخدمه العملاء من خلال الهاتف مستخدماً سماعتين في آن واحد, واحده يستمع بها إلي العميل والأخرى تنطق بموضع "الماوس" ،فيحاول مساعدة العميل بكل احترافيه، التى تجعله لا يشك للحظه بأن هذا الشخص الذي فحص مشكلته، وتقدم بشكوى لاداره اخرى، لا يرى، ولكنه يملك من الرؤية ماهو أبعد من العين، ألا وانها نعمه البصيره، ولكن لم يتوقف عند ذلك وحسب ولكنه استمر في عمله واجتهد اكثر ليصبح متفوقًا على زملائه المبصرين، ثم يتحول من مجرد موظف مجتهد لمنصب اعلى فيصبح مديرًا لزملائه، ومن هنا أخترتُ عنوان المقاله بأسم "الحياه منتهى العبث" فأي عبث هذا الذي تحياه وأنت مُبصر بينما غيرك يصنع الذي يقال عنه مستحيل، هذا الرجل صفعه على وجه كل شخص يُلق باللوم على الظروف والحظ والنصيب وسوء الاحوال، هذا الرجل هو نموذج حي يستحق أن يدرس لأصحاب الهمم الضعيفه..

إسلام سامي

5  أغسطس 2019

ღ҉§ღ ♥ #إســـلامـےسامــيے ♥ ღ§҉ღ

الباقون معنا.. برغم رحيلهم..

كان حفل ارتباطي بالأمس وقبل أن انام إنشغلتُ كثيرًا بصور الحفل، وهيئتي وهيئة عروستي وأهتممتُ بأراء الناس عنا انشغلت بكل شيء صنعته يومها، حتى دخلت في النوم وانا اتصفح هاتفي، ولكن مالم اتذكره يومها جدي رحمة الله عليه، الذي لم ينساني، وزارني في تلك الليله بالمنام ليخبرني بأنهم يشعرون بنا وانه معي، جاء ضاحكًا وظل يحتضنني واحتضنه بقوه، ربما خمسة عشر سنة مرت على رحيله، لم اكتشف خلالهم إلا كذب المقوله الشهيرة "الايام بتنسي"، ايام واسابيع وشهور وسنوات مرت ولكن صفحة النسيان أبدًا لم تنطوي، فهناك البعض دائمًا ما يرفضون فكرة أن يصبحوا مجرد ذكرى عابره ذهبت إلى وادي النسيان، ربما أنشغل بالحياه وتأخذني في دوامتها، ولكن يظل الاشتياق وحده مقترنًا بإسم جّدي، زيارته لي جاءت تبرهن لي بإنه بجواري يشعر بي.. يشاركني مناسباتي السعيده، ربما الاموات يرحلون عن عالمنا، ولكن لا شك بأن عالمهم الآخر اروع يراقبونا من خلاله ويمكثون بجانبنا على أمل ان يأت يوم فيه نفتح اعيننا عليهم، لنكتشف اننا نراهم ونتحدث معهم ونحتضنهم احتضان يشبع كل الاشتياق المُدخر لهم، لنترك هذا الجسد العفن ونتحرر منه، نسبح معهم، نتنفس اجسادهم، ربما وقتها نكتشف المعنى الحقيقي للحياه، استيقظت يومها وانا اتساءل صديقي الله، ان كان يحق لي ان اناديك صديقي، وإن لم يحق لي فيالله لماذا خلقت الموت؟ اسألك إن كان يحق لي السؤال، وإن لم يحق لي فلن اسألك وسوف اكتفي بطلب الدعاء إليك، فادعوك ان ترفق بنا وترحم كل الذين نحبهم وقد سبقونا عندك.

إسلام سامي

20 أغسطس 2017




ღ҉§ღ ♥ #إســـلامـےسامــيے ♥ ღ§҉ღ

برج النار ..  (إلى الذين ماتوا من الغيرة) لـ إسلام سامي

حين نسامح ونصفح ونحب الآخرين هذا لا يعني أنهم أهل لهذا الحب، أو الجميع يستحق المغفرة، ولكن نحن نستحق أن ننقي قلبنا من أي شوائب تحمل كراهية.
بينما كنت أقلب في قنوات التلفاز ذات يوم استوقفتني أحدى البرامج لمقدم البرنامج يحمل فوق كتفه حجر ثقيل ثم قال هكذا نحن حين نحمل فوق أكتافنا الهموم، ثم ألقى بالحجر في البحر وقال تخلص من الحجر العالق فوق كتفك تخلص من كراهيتك ومن أحقادك، القي الحجر بالتسامح,, استوقفني المشهد كثيرًا وأخذت عهدًا على نفسي منذ ذاك الحين أن القي الحجر من فوق كتفي..
ذات يوم جاء صديق لزيارتنا في المنزل وكنا في فصل الصيف وقتها وكانت درجه الحرارة عالية جدًا، حين دخل المنزل وجد البيت رطبًا ولكن سرعان ما عقد حاجبيه وطلب منا أن نغلق المكيف، وحين سألناه عن السبب.. أن هذا الشيء يسبب هشاشة العظام وأنه مضر للغاية ويسبب التهاب رئوي إلي أخره، ربما لم يقتنع احد بوجهه نظره وبطريقته المبالغ فيها آنذاك، ومرت الأيام والشهور ربما مر عامان أو أكثر ثم تفاجئنا وقتها بصديقنا هذا يشتري مكيف، ولأن سلوكه كان غريب بعض الشيء لذا التصقت أحداث هذا اليوم بذهني إلي الآن حتى هذا الوقت أكتب فيه قصته، ولكن ما الذي دفع صديقنا هذا لشراء المكيف..؟
ربما عرف أن المعلومات التي أخبرنا بها عن المكيف غير صحيحة، وأن احدهما أخبره شيء ما جعله يغير وجهه نظره.. أو ..أو احتمالات كثيرة طرأت في رأسي وقتها، ولكن ماذا لو لم يغير صاحبنا هذا وجهه نظره تلك تجاه المكيف، وكانت وجهه نظره ثابتة ولكن ما تغيير هو طريقه حديثه عن المكيف نفسه، وأن رأيه في المرة الأولى في المكيف مثل المرة الثانية ..!
باختصار  شديد وجدته في المرة التي اشترى فيها المكيف يتحدث عن مدى أعجوبة هذا الجهاز في تنقيه الهواء، فهو لا يمنح هواء بارد وحسب ولكنه أيضا ينقي الهواء، وأنه وأنه وأخذ يعد فوائد هذا الاختراع العجيب، ولكن المفاجأة حين قال أنه أراد أن يشتريه منذ سنوات ولكن لأسباب مادية تأخر في ذلك.. إذا حين انتقد هذا الشيء وقته لم ينتقده إلا لأنه كان يتمناه، ربما يقول البعض هذا شيء عادي وربما يلتمس له البعض عذر ولكن انا لم ألتمس له أي عذر فأنا من عاصر الموقف بعينيه وكنت جزء من الحدث وأيقنت أن هذا الفعل لم يكن إلا بدافع الغيرة
يومها عرفت أن " ليس كل ما يقال يُصدق، فربما ينتقد أحدهما شيء وهو في أعماق نفسه يتمناه".
ولكن كما اتفقنا علينا أن نلقى جميع الحجارة في النهر، وهذه هي كلمة السر بيني وبين نفسي حين يضايقني أحد ما، فأذكر نفسي بهذا الجملة السحرية ثم أبتسم وأقول يداي أوجعتني من كثرة ما ألقيت بها أحجار، ثم ابتسم مرة أخرى وأتذكر أن ألم اليد أخف مائه مرة من ألم الظهر، وألم الظهر أخف ألف مرة من ألم النفس، وأن نفسي لا تستحق مني كل هذا الألم لأعذبها به.
الغيرة لا تعترف بلون بشرة أو تميز بين جنس وأخر، فلن نستطع أن نقول مثلا كل الشقراوات شديدة الغيرة، أو كل النساء شديدة الغيرة، ربما هي صفه نسائيه أكثر من كونها صفة رجالية، ولكن لن نستطع إنكارها في الرجال أيضًا, كما توجد غيرة مذمومة وغيرة طيبة كالغيرة على الزوجة والغيرة على الوطن الخ.
ولكن لن استطع التطرق إلا موضوع الغيرة بين الزوجين دون ذكر ما كتب علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في فاطمة الزهراء حين دخل عليها ذات يوم فرآها تستاك بسواك فقال لها:
لقد حظيت يا عود الأراكِ بثغرها *** أما خفت يا عود الأراك أراكَ

لو كنت من أهـل القتال قتلتك *** ما نال منـي يا سِواكُ سِواكَ

 وهذه هي روعة الغيرة، ومن الشائع في مجتمعنا من الغيرة دائما بين الزوجة وأخت زوجها، أو الزوجة وزوجة أخو الزوج أو كما يقال "السلايف"، فكانت جدتي دائمًا ما تردد مثل في هذا الموقف تقول فيه "مركب الضراير سارت ومركب السلايف غارت" والضراير المقصود بها الزوجة الأخرى للزوج.
ولكن ما هذا النقص الذي يجعلنا نغار..؟
قالَ صلى الله عليه وسلم: "فَوَاللهِ مَا الفَقْرَ أَخْشَى عليكُمْ ولكنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ الدّنْيا عليكُمْ كما بُسِطَتْ على مَنْ كانَ قبلَكُم فَتَنافَسُوها كَما تَنافَسُوها فتُهْلِكَكُمْ كما أهلَكَتْهُم"
إذا نقطة السر في المنافسة.. كل منا يريد أن يصبح هو صاحب أفضل سيارة، وصاحب الطله المميزة، يريد الجميع أن يصبح هو النجم وهو محور أحاديث الجميع، وعنده مركز الكون.. من منا لم يتعرض لشيء من التميز ذات يوم وأخبر به شخص قريب وتحول فجاءه وجهه وتبدلت ملامحه أثر الغيرة..؟
من منا لا يعرف شخص حين يرى نفسه عاديًا، أو يرى شيء جديد أمتلكه أخر أحدث ضجة على أي مشكلة تافهة وافتعل المشكلات وأخذت تبكي وتولول وتندب حظها وتخترع أسباب وهمية لحزنها وبكاءها ..!
من منا لم يتعرض لموقف أراد أن يشتري شيء ثم قال له احدهما لا تشتريه، ثم ذهب واشتراه هو..!
من منا لم يسمع  "ايه اللي لابسه ده مش حلو" ثم تفاجئ بنفس الشيء يرتديه هو بعد ذلك، وأن سألته سيعلل ويبرر لك أسباب واختلافات هو نفسه غير مقتنع بها..!
_________________ هذا السطر أملأه أنت بخيالك بعشرات المواقف التي لن تنتهي من أولئك الذين أفسدوا الكون من حولنا كما أفسدت السيارات الهواء بعادمها، أفسدوا هم إنسانيتنا وفطرتنا الجميلة التي خلقنا الله عليها، وهي نعمة حب الخير للآخرين.
رأيت ذات يوم طفل صنع على الشاطئ بيتًا من الرمال رائع، فقال لهما أحدهما انه غاية في الجمال، وأثناء تركيزي مع هذا المنزل جاء طفل أخر وركله بقدمه وقال له: وحش، انا هعمل واحد أحسن منه.. لم أرى أي دافع لهذا الطفل سوى الغيرة، هذا الطفل الذي سيكبر ذات يوم ليحطم كل ما هو جميل لطالما هو ليس شريك في هذا الشيء أو هذا الشيء لا ينسب له.. علموا أبنائكم منذ الصغر الفن، أحرصوا على غرس المحبة فيهم، لا تكتفوا بضربهم على الصلاة وحسب، فحين يكبرون سيتركون الصلاة بكامل إرادتهم التي سلبت منهم في الصغرـ علموهم أن الله هو المحبة، أن نصلي حبًا في الله، أن نحب الآخرين بكل ما يحملون من مساوئ لأنهم بشر وإن لم تكن تلك المساوئ بهم فهم أذا ليسوا بشرًا ولكنهم ملائكة،
وأخر ما أختم به حديثي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم " 

إسلام سامي
25 يناير 2018

ღ҉§ღ ♥ #إســـلامـےسامــيے ♥ ღ§҉ღ



هيبة الموت..   (ينصح بعدم قراءته أي ممن يعانون من عزيز مفقود )  لـ إسلام سامي

منذ ما يقرب من عشرين عامًا كنت طفلا لم أعي معنى الموت، أعرفه وافهمه ولكن لم أدركه الإدراك الكامل بكل ما فيه من ألم، حتى استيقظت ذات يوم على صوت صراخ من شقة جارتنا فخرجنا مهرولين نحوها محاولين أدراك ما حدث،  ولكن  كانت تدوي الكلمات في أذاننا كالصاعقة حين رددت "محمد مات" وبدأت أتساءل وقتها "محمد جمال" ذلك الشاب الذي كان معي بالأمس لن أرآه  مرة أخرى..؟
محمد الصغير الذي لم يتجاوز عمره العام السادس عشر قد مات..! كيف..؟
وبدأت المئات من علامات الاستفهام تملئ رأسي، وتخيلاتي له وهو يخرج من الباب المقابل لبابنا مباشرة وصوته وهو ينادي أسمي، كل تفاصيله تلك المحفورة بداخلي حتى أنني أكتب الآن عنه بعدما مر أكثر من عشرين عامًا على موته وكأنني أرآه، وهنا كانت بدايتي مع الموت.. هنا لدغت أول لدغه منه، ويومها نال من صدري معنى الفقد، وأصبحت ُواعيا ً بما يكفى ما معنى أن يذهب أحدهما ولا يعود، أدركت ما تعنيه كلمة اللقاء الأخير، ومثواه الأخير، ورأيت قهر الأمهات ووجع الفقد بأم عيني دون أن يخبرني بها أحد..!
بعد ساعات الصدمة الأولى بدأنا نتساءل عما حدث لنعرف من المقربين بأن رجل سكير كان يقود السيارة بطريقة متهورة بينما كان "محمد" في طريق عودته من المدرسة إلي البيت، ليأخذه من هذا العالم إلي عالم أخر بخطأ ليس للشاب فيه أي ذنب على حد قول الشهود، وان الخطأ كان من السائق..
كرهتُ الكحول بكل أنواع الخمور ومن يشربها ومن يبيعها، ورأيتهم جميعًا شركاء في تلك الجريمة، أو بمعنى أدق هي أداة الجريمة نفسها.. لتمر الأيام وأتناسى تلك الحادثة لكني أبدًا لم أنساها، وكانت هذه صدمتي في الموت الأولى ولكنها حتمًا لم تكن الأخيرة.
ومرت عدت أعوام أخرى وقد نضجت أكثر، لذا كان لابد من أن يكون الاختبار هذه المرة أصعب، ولكنه في هذه المرة كان ممهدًا جدي مريض، أنه يحتضر أنه توفى، "جدك مات" هكذا ألقتها جدتي في وجهي حين دخلت عليهم صوت النحيب وملابس أقاربي السوداء كانت دليلا ً كافيًا على موته ولكن هذه الكلمة تركت أثر قوي في نفسي وكأنني حاولت رفض الكلمة بكل ما تحمله من معنى.. تحديت نفسي وقتها وتماسكت رغم أن هذا هو أسوأ ما فعلته بنفسي حين تظاهرت بالصمود الشديد، ربما كنت في بداية مراهقتي وأحببتُ أن أتصرف كالرجال، أو أن يقال عني راجل، فتحملتُ ألم الليلة الأولى دون دمعة، نمتُ على سريره أخذت أحملق في السقف ثم انهمرت دموعي في الظلام حتى لا يكتشفها أحد فيجرح كبريائي,, أخذت أتذكر ضمته لي وحكاياته التي لم تنتهي، كنت أرى أن جدي العجوز الذي تجاوز الثمانين من عمره مات قبل أن أشبع منه، ولكن في هذه المرة مع موت جدي اختلفت عن صدمتي في "محمد جمال" لأنني لم أتفاجئ، إلا أنها أيضا في هذه المرة أخذت شيئاً من روحي لا أظن الأيام بعدها استطاعت تعويضي ذاك الشيء الذي فقدته مع رحيل جدي، وهو شيء من روحي، أو جزء مني ذهب ولن يأت.. وتلك كانت هي صدمتي في الموت الثانية..
ومرت أعوام أخرى أصبحتُ فيها أكبر وأكثر مما سبق نضجاً، لذا كان من الطبيعي في هذه المرحلة أن يتطور الألم مع قدرة الاحتمال، فهذه المرة "عمي" عمي الذي ترعرعتُ في بيته، عمي الذي كان يمتلك كاريزما من نوع خاص، أراه في ملامح "نجيب محفوظ" بهيبته وفخامته، عمي الذي لم أرى الكِبر خلق إلا ليلق به ومن أجله، عمي الفيلسوف حين يتحدث والصارم حين يغضب والوديع حين يبتسم، عمي الحزن الغارق في أعماق عيوني، عمي نثري وشعري وحروفي الحزينة، يوم مماته جاء بالنسبة لي كالصاعقة وكأنني ظننت أن هذا الرجل خالدًا لن يموت، لم أحسب حسبانا في يوم بأن أدفنه، كنت أتخيل زوجتي المستقبلية وأن أخذها في رحلة إلي بيت عمي، عمي الذي رأيت في موته تغيرًا في شكل الكون من حولي، دخلت ُ عليه غرفته فكان نائماً دخل أبي وأبنه مع الطبيب وأغلق الباب، كان يتقافز قلبي من صدري كان كل شيء في جسدي يرتعد، يا الله لا تسمعني اليوم ما لا أود سماعه، لحظات وفتح الباب خرج أبي نظرتُ في عينيه وجدته يبكي وهو يهز رأسه "آه" مكتومة نطقتها وكأن نيران تنهشني من الداخل، انتظرته كثيرًا أن يفتح باب غرفته ويخرج علينا، أن يسب الجميع ويقول لهم انا حي.. سيلعن الطبيب الذي شخص حالته بالخطأ وأنها لم تكن إلا غيبوبة مؤقتة، حتما سيعود عمي ولكن مرت الليلة بطولها حتى الصباح ولم يفعلها عمي، خذلتني ليلتها أشد أنواع الخذلان، ولكن ما كنت لألومه على شيء خارج عن إراداته.. بكيتُ ليلتها بحرقة، بكيت وكأن لا شيء يستحق بعد ذلك أن أدخر دمعاتي من أجله، ورأيت للمرة الأولى جثمان يوضع في كفن، ونظرتُ في المقبرة قبل أن يوضع عمي فوجدتُ بقايا جدي، أمام عيني وضع جدي، ودعت الغاليين ومنذ ذاك اليوم سلب شيء أخر من روحي لم تستطع الأيام تعويضي إياه.. وكانت هذه مأساتي الثالثة مع الموت.

ومر عام وحيد أخر من عمري بعد رحيلي عمي، وكأن بعد موت عمي أخذت المصل، مصل صدمات الموت، أعدته وأعدتُ زياراته، ولكن حين تغافلت عنه دق جرس الهاتف هذه المرة بخبر وفاة "أحمد ابن عمتي" ربما يبلغ عامه الثاني والثلاثون أو أكثر بقليل، شاب رياضي في مقتبل العمر أب لولدين في بداية حياته الأسرية، جاء الخبر أنه توفى وهو يلعب كوره، أصابه احد..؟ أبتلع لسانه..؟
فكانت الإجابات بالنفي، ولكنه جرى بالكرة حتى سقط فجاءه دون أي التحام مع أحد تنفس بشدة ثم سقط ميتًا، هذه المرة رفضت كل حواسي تصديق ذلك، لم استطع المواجهة، ذكرياتي كلها معه ظهرت أمام عيني، كنت أكثر جبنًا هذه المرة وأقل ما يمكن شهامة، فلم أذهب لمراسم دفنه، فأنا لم أتخلص بعد من تفاصيل ليلة وفاة عمي، فإن كنت انا بهذا الحد من الصدمة فما هي حالة عمتي..؟ كل تلك مبررات وضعتها أمام عيني، ولكن كان الواجب يحتم علي أن أذهب، لذا اتصلت بصاحب العمل وأخبرته بما حدث، فقال بأنه لا بديل لي، ولابد لي أن أحضر لان زميلي الآخر كان له عذر ما قوي أيضا ولم يحضر، فأراح بذلك ضميري لعدم ذهابي وجلستُ ليلتها عالقْا بالذكريات، تغيرت حياتي تمامًا بعد وفاه أحمد، فتوقفت عن الذهاب لصالة الحديد، وكرهت صحتي، فلماذا أفرض علي نفسي القيود والرياضة إن كان الموت حتما قادم، إذا فسوف أنتظره وأنا أفعل كل ما يحلو لي، بعد شهور انقطاع عن الشاي والقهوة نتيجة لضعف جسمي بالكالسيوم، عدت مرة أخرى أشرب بشراهة، شاي وقهوة وكوكاكولا وبطاطس محمرة وكل ما تشتهيه نفسي، تغيرت جذريًا من الداخل، وعرفت حينها ما معنى أن تفقد أم أبنها، فالقصة الأولى كنت صغيرًا على أن أدرك الحجم الحقيقي لمعاناة خالتي أم محمد على أبنها، أما هذه المرة أصبحت كبيرًا بما يكفي لأشعر بحجم المعاناة، يومها رأيت أن عمتي انطفأت الانطفاءة الأبدية التي لن تنير بعدها أبدًا، وكانت هذه هي صفعة الموت لي الرابعة..
ومرت عدة أشهر.. وكانت هذه المرة التجربة مختلفة تمامًا مع زوج عمتي فهو من أولئك الرجال التي تتميز بالصلابة، دائما ما تلتصق بشفتيه جمله "ماينفعش كذا أنت راجل" و " أنشف أنت مش مره" كانت للرجولة منظور مختلف عند هذا الرجل، كبير في السن ولكن يعج بالنشاط والحركة، دائمًا متمرد على كل شيء ولا يرضيه شيء، ولكن تمرده لم يكن غليظاً فبرغم ذلك كان يملك حسا في الدعابة يجعل كلامه القاسي أقل حدة، باستطاعتي أن أقول عنه أيضا يملك "كاريزما" خاصة, في فترة قصيرة جدًا تدهورت حالته الصحية، تغيرت ملامحه وشحبت وازداد عمره عشرة أعوام خلال شهرين فقط، وجاء القلق حين أخبرهم ذات يوم الطبيب بأنه يشك في احتمالية أصابته بـ "ورم سرطاني خبيث"، كثير من التحاليل والفحوصات والإشاعات، انتهت أخيرًا بوجودي أنا وأبنه الأصغر مع الطبيب المعالج في غرفة مغلقة أخبرنا فيها بأن الورم خبيث وأن والده سيموت قريبًا، وأن الشفافية في هذه الحالة هي الأنسب، قالها الطبيب بكل دم بارد، بينما أنا تجاهلت كلمات الطبيب الذي لم يظهر أي نوع من التعاطف مع مريضه الذي سوف يموت قريبًا أو أي شفقه على أبنه الماثل أمامه، اختلستُ نظرة إلي وجه أبن عمتي فوجدت ملامحه تبدلت تمامًا، يا الله ما أصعب هذه اللحظة التي لم أمر بها في حياتي من قبل، نعم شاهدتها من خلال التلفاز ولكن لم أظن أن أصبح ذات يوم في موقف كذلك، سرعان ما خرجنا من غرفه الطبيب، مسح أبن عمتي جبينه بباطن يده ثم توسل إلي أن نظهر عكس الذي سمعناه، وعدته أن يبقى ذلك سرًا بيني وبينه، وبــأنني لن أخبر به أحدًا أبدًا مهما حدث، تظاهر بالصلابة ودخل يبتسم علي أبيه الذي كانت يترقب على أحر من الجمر النتيجة "الحمد لله طلع حميد، انا كنت مرعوب والله" فسأله أبوه بجد..؟
فأجابه: "والله ما الخبيث"   
وأظن أن الله الرحمن الرحيم بعباده لن يعاقبه على هذا القسم الكاذب، بل سيكافئه على هذه الكذبة العظيمة وعلي هذا الصبر والتماسك.. بينما انا اكتفيت بالتحديق لملامحه، وأنا في ذهول تام, ومرت أيام قليلة وصدق الطبيب الذي نطق بكلام أظنه سيظل خالدًا إلي الأبد في ذهن أبن عمتي لطالما هو حي كما ظل في ذهني هذه الأعوام، وسيظل .. وأعلنت الوفاة المرتقبة ..

وبين كل هذه الأشكال المختلفة للموت يظل السؤال الأهم، لماذا كل هذه الصراعات في الحياة وأي دنيا تلك التي نتقاتل من أجلها فالموت بحادث أو على السرير أو من الضحك حتى، الموت الذي لا يعرف عمرًا ولا يخشى من هيبة أحد.. يرى أن الهيبة سمة من سماته التي على الكل أن يخشاها.
وكما جاء في كتاب التذكرة في أحوال الموتى والآخرة
قال الله عز وجل : اذهب فإنك ملك الموت سلطتك على قبض أرواحهم .

فبكى - أي ملك الموت - فقال الله له : وما يبكيك ؟

فقال : يارب انك تخلق من هذا الخلق أنبياء وأصفياء ومرسلين وانك لم تخلق خلقاً اكره إليهم من ملك الموت فإذا عرفوني ابغضوني وشتموني .

قال الله تعالى : إني سأجعل للموت عللاً وأسبابا ينسبون الموت إليها ولا يذكرونك معها .

إسلام سامي
19 يناير 2018

ღ҉§ღ ♥ #إســـلامـےسامــيے ♥ ღ§҉ღ

 العاهرة والزمن والناس..  لـ إسلام سامي


ربع قرن وازداد عليهم خمسة أعوام هما عمري إلي الآن.. ولدتُ فيهم عدة مرات ، المرة الأولى حين أخرجتني أمي من رحمها، والمرة الثانية حين تخرجت من الجامعة، والمرة الثالثة حين سافرت خارج البلاد، والمرة الرابعة حين اكتمل عمري ربع قرن.. في كل مرحلة مررت بها من هذه المراحل ظننتُ أنني قبلها لم أكن شيئًا وأنني ولدتُ من جديد، لتأت بعد ذلك مرحلة جديدة أولد فيها مرة أخرى لأكتشف بأنني وليد هذه اللحظة..
منذ نعومة أظافري  تعلمت أن كلمة عاهرة تطلق على امرأة سيئة السمعة، بدايتي مع هذه الكلمة حين تعلمت القراءة وبدأت أشاهد الأفلام الأجنبية علي القناة الثانية من خلال البث الأرضي الذي لم تتخطى قنواته آنذاك أصابع اليدين، كنت اقرأها في الترجمة حين يوبخ أحدهما امرأة ما وغالبا ما تعقب كلمة "تبا لك" لتصبح الجملة كاملة " تبا لك يا ابن العاهرة" ..!
وكبرنا شيئاً فشيئًا وشاهدنا هذه الكلمة مرات عديدة حتى ألفتها أعيننا وأصبحت اعتيادية بالنسبة لنا.. وبينما نحن نكبر كبرت معنا مداركنا وازدادت مع مشاهدة الأفلام المترجمة قراءه بعض الكتب التي من خلالها قرأنا كثيرًا كلمة عاهرة، ولكن حين نقرأها هذه المرة يطير خيالنا سريعًا نحو الفيلم الأجنبي نتذكر تلك الحسناء العارية فتلتصق بذهننا فورًا صورتها مع كل مرة تقع فيها عينانا على هذه الكلمة..!
ولكن يبقى السؤال الأهم ما هو معنى كلمة عاهرة..؟    
حتما لن ترهق نفسك بالتفكير ولكن دعني أقوم بهذه الخطوة بدلْا عنك، وسأكتبها انا في محرك البحث (جوجل) سائلا إياه عن معنى " امرأة عاهِرة" ..؟
اِمرأة فاجرة تتاجر بجسدها، بغي ، مومس داعرة  (هكذا أجابنا جوجل)
إذا وعندما نضع هذه الإجابة بجانب صورة الأنثى الملتصقة بأذهاننا من الفيلم الأجنبي تكتمل الرؤيا لتصبح الصورة أكثر كمالًا ووضوحًا، فحين سب بطل الفيلم آنذاك الآخر أراد أن يقول له  " يا ابن الزانية، صاحبة الجسد الرخيص..!"
وهذا ما ترعرعنا عليه في الصغر.. وكبرنا واتسعت معنا مداركنا، لندرك الجرم الأكبر وما تعنيه كلمة زانية.. وحين كبرنا أكثر وولدنا مرات أخرى بنفس الروح ولكن بنظرات متتالية مختلفة وبمراحل تكاملية كان يتشكل النضج فينا حتى كبرنا وقفزنا على أرض الواقع، ارض الواقع التي وجدنا عليها العاهرة حسناء جميلة ترتدي احدث صيحات الموضة وتلقب بفنانه ما، يتلهف الشباب من أجل مصافحتها أو التقاط صورة تذكارية لهم معها، لم تعد العاهرة منبوذة كما ظننا في مراحل عمرنا، بل على العكس تمامًا أصبحت قدوة للفتيات، ومثال يضرب به الجمال، إذا هي المال والجمال والشهرة ـ على عكس ما نشأنا عليه منذ الصغر.. إذا لماذا في الصغر لم أقرأ ذلك في الترجمة أبن العاهرة كنوع من السب، فحتما العاهرة بهذا الشكل لا تكن ذمًا وإنما مدح وتكريم، وهنا عليك أن تدرك جيدًا أن هذا الخطأ منك في الصغر لأنك تعلمت المصطلحات من الكتب ولم تقرأها من الواقع، وان حاولت التحدث عن ذلك كأن تكتب مثلًا كم أكره هذه العاهرة..الخ علي صفحات التواصل الاجتماعي، ستنهال عليك الردود والسب واللعن، سيقول لك احدهما: يا أخي هي حرة تعمل إلي عاوزاه أنت هـتغير الكون ..!
بينما يرد أخر: هل أتطلعت على ما في قلبها، فربما هي عند الله أفضل منك.. !
ويقول آخر كذا، وتقول أخرى كذا وبين هذا وذاك تصبح أنت ذاك الشيطان العاهر الذي كنت تقرا عنه قديماً .
كبلنا ألسنتنا وسكتنا فازداد الشيطان جرأه، وتطاول الأقزام على العمالقة، ودفن الحياء نفسه احترامًا لما تبقى من كرامته استحياء منا، وصرخت الجرذان الآن الآن نحن ملوك الغابة..!

إسلام سامي
19 يناير 2018


ღ҉§ღ ♥ #إســـلامـےسامــيے ♥ ღ§҉ღ





وفاء حبيبتي  لـ إسلام سامي


اراها تقرأ كتاباتي بعد موتي .. فتضحك حين تتذكر موقف أضحكنا سويا .. وتبكي حين تعلم انها مره اخرى لن تراني .. ثم تمسح عينيها وتمسك بكتابي مره اخرى .. وتقرأ .. وتقرأ .. فتتاسقط دموعها علي صفحات الكتاب .. اعلم بان وفائها لي سيجعلها تعاني من بعدي .. ولن تنساني بسهوله .. فكلما اشتاقت لحديثي .. فتحت كتابي .. وكلما اشتاقت لرؤياي
فقط تنظر في سقفها وهي علي السرير نائمه .. وكلما اشتهت محادثتي .. ليس عليها سوى ان تنام .. وانا من يزورها في المنام .. ستستيقظ من نومها لترى اثري بجوارها مازال موجودا ً .. فتتحسس أثري بيدين ناعمتان .. وعينان باكيتان
.. !! ___________________
خواطري : وفاء حبيبتي ..

ღ҉§ღ ♥ #إســـلامـےسامــيے ♥ ღ§҉ღ


احلام اليقظه  لـ إسلام سامي

 كل كل يوم تراودني احلام اليقظه .. لا اعرف ان كان هذا حلم او تخيل ... ولكنها شىء بين النوم واليقظه .. !! انظر فــاشاهد فتاه غايه في الجمال .. انظر واحدق النظر اليها ولكنها لا تراني .. !! فهي تجلس وبين يديها كتاب تقرأه .. وفي لحظه ترفع عيناها بهدوء فتراني امامها .. ويبدوا وجهها مألوف الي .. وكأني اعرفها من مده .. فتقول لي بصوت خافت : منذ متي وانت هنا .. !!فاقول لها بخجل : الان .. الان فقط . . !فتقول لي : ولم تقف بعيد لماذا لا تجلس بجواري يا اسلام ..!! فاقول لها : كيف عرفتي اسمي .. !! فتتبسم وكأنها لم تسمع ما قلتُ لها .. فاقترب منها .. فتمد يدها لتصافحني .. !! وحين تتخلل أصابعها اصابعي .. اشعر وكان جسدي كله يرتجف .. فسحبت يدي من بين يديها الناعمه .. ونظرت في وجهها .. فنسيت كل شىء .. فقلت لها : من انتي .. ؟؟ فوضعت يدها علي فمي .. وقالت لا تتسأل من انا .. ولكني انا حبيبتك ..!! فسألتني الا تحبني .. !!قلت لها : بلى .. من يستيطع ان يراك ولا يحبك ..فمضيت امشي معها في طريق ..كان البحر عن يميني .. والاشجار عن يساري .. بينما هي كانت تمشي عن يميني .. وتمسك بذراعي ..وكنت امشي خطوات واختلس النظرات اليها .. والي شعرها الذي لم ارى مثله في غروب الشمس يلمع لونه ..قلتُ لها : احبك .. برغم علمي انني سوف افتقدك .. قالت : لا تفكر في شىء .. فقط دعنا نعيش تلك اللحظه في عمرنا .. قلت لها : لا لا .. لا اريد ان اتعلق بك .. ثم تذهبي وتتركيني ..وحيدا ً متحسرا عليكي .. فوقفتُ مكاني .. وقلت ُ لها : ارجوك اتركيني ..كما انا لا اريد عشقا ينسيني نفسي .. ويجعلني سكرانا ..

فنظرت لي وقالت :  اتريد ان تتركني  .. !! اتبيعيني .. !!قلتُ لها : بلا والله ولكن اريد ان اشتري نفسي .. !! احبك لكن ماذا بعد ذلك ..فسحبت يدها من ذراعي .. ونظرت الي وقالت .. اتمني ان القاك يوما واتزوج منك .. واقضي عمري معك .. وعيناها كانت تلمع من الدموع ..فنظرت اليها : وقلت ُ لها .. حبيبتي سوف ابحث عنك وسط النساء ..لن اتنازل عنك يوما ً ... فان لم تكوني زوجه لي .. لن اقبل غيرك ..وان اشتقت اليك .. يكفيني انني اراكِ  في احلامي ...هنا وقد اوشكت دموعي علي ان تخونني .. وخفت ان تسقط مني دمعه .. !! ولكن مازلت متماسكا ً اراها تذهب من امامي .. وتختفي شيئا ً فشيئا ً ..  حاولت ان اناديها وللحظه تذكرتُ انا لا اعرف اسمها .. فقلتٌ لها وما اسمك .. !!فنظرت من بعيد وابتسمت وقالت لا تقل شئيا ً سوى حبيبتي .. !!وظلت تمشي وتمشي .. حتي اختفت من امام عيني .. !!






ღ҉§ღ ♥ #إســـلامـےسامــيے ♥ ღ§҉ღ








 للتواصل مع الكاتب https://www.facebook.com/islam.samy.ahmed